فقد البروتين الشحمي بيتا من الدم
Abetalipoproteinemia
تم اكتشاف المرض لأول مرة من قبل الأطباء باسن و كورنزويغ في عام 1950، حيث يُصنف هذا الاضطراب أحيانًا على أنه متلازمة كثرة الخلايا الشوكية العصبية والتي تشير إلى مجموعة من الاضطرابات التي تتميز بخلايا الدم الحمراء المتغيرة الشكل، والاضطرابات العصبية، وخاصة اضطرابات الحركة.
فقد البروتين الشّحمي بيتا من الدم هو مرض وراثي نادر يحدث خلاله اضطراب في امتصاص الدهون وامتصاص فيتامين هـ في الأمعاء؛ وذلك بسبب نقص في البروتين الشحمي نوع بيتا حيث في هذا المرض يمكن أن تظهر في الفحوصات المخبرية قيم منخفضة من البروتين الشحمي المنخفض الكثافة أي الكوليسترول الضار، والبروتين الشحمي المنخفض الكثافة جدًا والكيلومايكرونات (Chylomicrons).
بينما تظهر قيم منخفضة جدًا من ثلاثيّ الغليسيريد، ويؤدي النقص في فيتامين هـ أيضًا إلى مشاكل عصبية عدة، مثل: الاضطراب في نقل الإشارات العصبية، وضعف العضلات، وضمور الشبكية الذي قد يؤدي في نهاية الأمر إلى العمى.
يتم توريث هذه الحالة في نمط وراثي جسمي متنحي، مما يعني أن كلا نسختي الجين في كل خلية يوجد بها طفرات حيث يحمل كل من والدي الفرد المصاب بحالة جسمية متنحية نسخة واحدة من الجين المتحور، لكنهم لا تظهر عليهم عادةً علامات وأعراض الحالة.
أعراض فقد البروتين الشحمي بيتا من الدم
تشمل أبرز الأعراض ما يأتي:
- صعوبات التوازن والتنسيق.
- انحناء العمود الفقري.
- ضعف الرؤية الذي يزداد سوءًا بمرور الوقت.
- تأخر النمو.
- الفشل في النمو في الطفولة.
- ضعف العضلات.
- ضعف التنسيق العضلي الذي يظهر عادةً بعد سن العاشرة.
- بروز البطن.
- كلام غير واضح.
- الإسهال.
- القيء.
- ضعف النمو.
- التشنجات اللاإرادية.
- اضطرابات في البراز، بما في ذلك: البراز الدهني الذي يبدو شاحب اللون، والبراز الرغوي، والبراز كريه الرائحة بشكل غير طبيعي.
أسباب وعوامل خطر فقد البروتين الشحمي بيتا من الدم
ينتج المرض بسبب طفرات في جين (MTTP) والذي يوفر تعليمات لصنع بروتين يسمى بروتين نقل الدهون الثلاثية الميكروسومي، وهذا البروتين ضروري لتكوين جزيئات تسمى البروتينات الدهنية بيتا في الكبد والأمعاء.
حيث تنقل البروتينات الدهنية بيتا الدهون والكوليسترول والفيتامينات التي تذوب في الدهون من الأمعاء إلى مجرى الدم بحيث يمكن أن تمتص هذه العناصر الغذائية عن طريق الأنسجة في جميع أنحاء الجسم، وتعد المستويات الكافية من الدهون والكوليسترول والفيتامينات ضرورية للنمو الطبيعي والتطور والحفاظ على خلايا وأنسجة الجسم.
تؤدي معظم الطفرات الجينية في جين (MTTP) إلى إنتاج بروتين نقل الدهون الثلاثية الميكروسومي مع وظيفة منخفضة أو غائبة وغير قادرة على المساعدة في تكوين البروتينات الدهنية بيتا.
يؤدي نقص البروتينات الدهنية بيتا إلى سوء الامتصاص للدهون الغذائية والفيتامينات التي تذوب في الدهون من الجهاز الهضمي إلى مجرى الدم، حيث تؤدي هذه النواقص الغذائية إلى مشاكل صحية لدى الأشخاص المصابين بالبروتينات الدهنية.
مضاعفات فقد البروتين الشحمي بيتا من الدم
قد يصاب الأفراد المصابون بهذه الحالة أيضًا باضطراب في العين يسمى التهاب الشبكية الصباغي، حيث يمكن أن يؤدي انهيار الطبقة الحساسة للضوء في الجزء الخلفي من العين إلى فقدان البصر.
يمكن أن يؤدي التهاب الشبكية الصباغي في الأفراد المصابين ببروتينات إلى فقدان كامل للرؤية، حيث قد يعاني الأشخاص المصابون بالبروتين الشحمي من مشاكل أخرى في العين، بما في ذلك حركات العين اللاإرادية أي الرأرأة، والحول، وضعف العضلات الخارجية للعين.
وقد تشمل أبرز المضاعفات الأخرى ما يأتي:
- ضعف العضلات.
- ضعف الرؤية الليلية والألوان.
- صعوبات الكلام.
- العمى.
- التدهور العقلي.
- فقدان وظيفة الأعصاب المحيطية.
- ترنح.
تشخيص فقد البروتين الشحمي بيتا من الدم
يعتمد تشخيص البروتين الشحمي في الدم على تحديد الأعراض المميزة، والتاريخ التفصيلي للمريض، والتقييم السريري الشامل، ومجموعة متنوعة من الاختبارات المتخصصة بما في ذلك اختبارات قياس البروتينات الدهنية المحتوية على البروتينات الدهنية في البلازما، وتحديد شكل خلايا الدم الحمراء، وفحص العين.
قد يكون هناك تلف في شبكية العين، حيث تشمل الاختبارات التي يمكن إجراؤها للمساعدة في تشخيص هذه الحالة ما يأتي:
- فحص الدم صميم البروتين الشحمي.
- اختبارات الدم للبحث عن نقص الفيتامينات القابلة للذوبان في الدهون، مثل: فيتامين أ، وفيتامين د، وفيتامين هـ، وفيتامين ك.
- فحص تشوه الخلايا الحمراء.
- فحص تعداد الدم الكامل.
- فحص الكوليسترول.
- التخطيط الكهربي للعضلات.
- فحص العيون.
- فحص سرعة التوصيل العصبي.
- تحليل عينة البراز.
علاج فقد البروتين الشحمي بيتا من الدم
يتم توجيه علاج البروتين الشحمي في الدم نحو الأعراض المحددة التي تظهر في كل فرد، حيث قد يتطلب العلاج جهودًا منسقة لفريق من المتخصصين فقد يحتاج أطباء الأعصاب وأخصائيي الكبد وأخصائيي العيون وأخصائيو الدهون وأخصائيي الجهاز الهضمي وأخصائيي التغذية وغيرهم من المتخصصين في الرعاية الصحية إلى التخطيط بشكل منهجي وشامل وتعاوني لعلاج الطفل المصاب.
وتشمل أبرز طرق التشخيص ما يأتي:
1. الاستشارة الدورية
يجب مراقبة المرضى عن كثب كل 6 - 12 شهرًا، حيث يجب:
إجراء فحوصات الأعصاب والعين بشكل روتيني لقياس أي تدهور في العيون أو الأعصاب.
ينبغي قياس الأنزيم الناقل للأمين (Amino transaminases) والألبومين (Albumin) في الدم كل عام لتحديد ما إذا كان هناك تلف في الكبد.
يمكن إجراء الموجات فوق الصوتية الكبدية للكشف عن وجود الكبد الدهني.
يجب إجراء تخطيط صدى القلب كل ثلاث سنوات لضمان عمل القلب بشكل صحيح.
2. اتباع نظام غذائي منخفض الدهون
يستجيب معظم الأفراد المتأثرين للعلاج الغذائي الذي يتكون من نظام غذائي منخفض الدهون وخاصةً الأحماض الدهنية المشبعة طويلة السلسلة، حيث يقلل تقليل تناول الدهون الغذائية عمومًا من أعراض الجهاز الهضمي.
يجب أن يتلقى المرضى استشارات غذائية متكررة كما يمكن تكميل الوجبات الغذائية للرضع بأحماض دهنية متوسطة السلسلة، والتي يمكن نقلها في الدم من أجل تعزيز النمو والتطور الطبيعي.
3. تناول الفيتامينات
يساعد تناول جرعات عالية من الفيتامينات القابلة للذوبان في الدهون، مثل: فيتامين ك، وفيتامين هـ، وفيتامين أ عن طريق الفم على منع أو تحسين العديد من الأعراض المرتبطة بالبروتين الشحمي في الدم.
مثلًا قد يمنع العلاج بفيتامين هـ ومكملات فيتامين أ المضاعفات العصبية والشبكية المرتبطة بالبروتين الشحمي في الدم، وقد تساعد مكملات فيتامين د في تخفيف بعض الأعراض المرتبطة بنمو العظام.
يجب قياس مستويات الدم من الفيتامينات القابلة للذوبان في الدهون في كل متابعة؛ لأن مستويات الدم لا ترتبط دائمًا بكمية الفيتامينات التي يتم تناولها، كما يجب تعديل الجرعات بناءً على نتائج فحوصات الدم والفحوصات العصبية وفحوصات طب العيون.
إن تشخيص المرضى متغير للغاية حيث يمكن أن يساعد الاكتشاف المبكر، والعلاج، ومكملات الفيتامينات القابلة للذوبان في الدهون في الحد من بعض أوجه القصور العصبية والعيون، كما يجب مراقبة المرضى بعناية إذا تلقوا علاجات دوائية قابلة للذوبان في الدهون.
4. العلاجات التحقيقية
قد يتم اللجوء للعلاج الجيني كنهج آخر لعلاج الأفراد المصابين ببروتين الدم الشحمي، حيث في العلاج الجيني يتم إدخال الجين الطبيعي لإنتاج البروتين النشط ومنع تطور المرض.
ومع ذلك في هذا الوقت لا تزال هناك صعوبات تقنية كبيرة يجب حلها قبل اللجوء إلى العلاج الجيني كنهج بديل قابل للتطبيق.
الوقاية من فقد البروتين الشحمي بيتا من الدم
يساعد تناول جرعات عالية من الفيتامينات القابلة للذوبان في الدهون، مثل: فيتامين ك، وفيتامين هـ، وفيتامين أ عن طريق الفم على منع أو تحسين العديد من الأعراض المرتبطة بالبروتين الشحمي في الدم.